بقلم / ماجي الدسوقي
يُعتبر الزواج في نظر الاسلام شريعة وسنة حتى أنه يصل الى حد الفريضة المُلزمة ، لماذا شرع ديننا الحنيف الزواج ؟ لا شك أن هذا التشريع السماوي فرض على كل مسلم ومسلمة من أجل العفة وحفظ النسل وإستقرار المجتمعات فإعفاف النفس وصونها عن الرذيلة أفضل ما يُتقرب به الانسان الى الله تعالى ، كما لا يخفى ما في ترك الزواج من الآثار النفسية والبدنية السيئة على كل من الذكر والأنثى .
يهب الزواج لكل من الذكور والإناث متعة من أعظم متع الدنيا ، وهذه المتعة
تنقسم الى قسمين : سكن وراحة نفسية وجسدية واستمتاع ” ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة …” والسكن الى المرأة يشمل سكن النفس والجسد ثم المودة والرحمة وهما من أنبل وأجمل المشاعر الإنسانية .
فالمتع الجسدية والنفسية تجعل كل منهما يشعر بالرضا والسعادة والراحة النفسية والجسدية لأن تصريف الغريزة والطاقة يتم عبر أطهر الطرق وأنظفها وليس عبر وسيلة غير شرعية لأنها حينئذ تكون لذة وفتية محدودة تُولِد العقد النفسية والانحلال الخُلقي وضعف الوازع وإحتقار النفس .
تشهد المجتمعات الاسلامية حاليا عزوفا عن الزواج مما أدى الى تفشي ظاهرة العنوسة التي أصبحت تهدد إستقرارالمجتمعات الاسلامية ،
ولكن ما هي أسباب تفشي هذه الظاهرة ؟
* وسائل الإعلام وعلى رأسها التلفاز أثرت تأثيرا بالغا في نظرة الشباب الى الزواج لان هذه الوسائل تُصور الزواج على انه قيد يعوق إنطلاق الشباب فأصبح القادرون على توفير نفقات الزواج يوجهون إهتمامهم الى إقتناء السيارة الفاخرة او السفر او السياحة ويعتبرون الزواج عائقا عن تحقيق هذه الأماني .
* اما بالنسبة للفتيات فقد صور لهن الإعلام أحيانا ان الزواج هو فقط تبعية وقتل لقدراتهن وإبداعاتهن وأنهن لا يستطعن ان يُنجزن شيئا من طموحاتهن في ظل المشاركة الزوجية فتمتنع الفتاة عنه حتى تلحق بركب العانسات .
* في بعض الأقطار العربية يُنظر الى المرأة العاملة نظرة سيئة لان بعض الفتيات في هذه البلدان أسرفن في ضياع أعمارهن للحصول على شهادة جامعية وخصوصا الناشطات في العمل المجتمعي .
* ترتبط العنوسة أحيانا بالفقر والعادات والتقاليد البالية والقيم القبلية وتردي الوضع الإقتصادي.
* المغالاة في المهور وتكاليف الزواج ومتطلباته .
* التضييق في بعض الدول على زواج المواطنات من آخرين لا يحملون جنسية هذه الدولة أو تلك .
* كثرة وإزدياد البطالة في العالم العربي في ظل الصراعات السياسية والحروب الحمقاء.
* تحميل الشاب فوق طاقته من طلبات مما جعل الزواج عند بعض الشباب من الأمور الشاقة بل والمستحيلة !!!
* رفض بعض الآباء أحيانا تزويج بناتهن بسبب عادات وتقاليد تتسم بالجهل والغباء الاجتماعي .
* بعض الآباء يشترطون تكافؤ المستويات الاقتصادية والاجتماعية للخاطب ولهم .
* التفكير غير السليم لدى بعض الآباء في اشتراطه تزويج بناته حسب ترتيبهن العُمري !!!
* حماقة بعض الآباء الذين يرفضون زواج بناتهم للاستفادة من رواتبهن الشهرية إن كانت موظفة تُدر عليه دخلا شهريا بدلا من التفاهم مع الخاطب على هذا الموضوع .
* تشدد بعض الفتيات اللواتي يُردن متابعة التحصيل العلمي حتى نيل الشهادات العليا مثل الماجستير والدكتوراة مما يوقعهن في العنوسة ورفض الخاطب الذي لا يحمل نفس المؤهل !!!
* وعلى الجانب الاخر نجد بعض الشباب يبحث عن أنثى عاملة للمساعدة لاحقا في تأمين نفقات الاسرة الكثيرة .
* فرص العمل التي أصبحت تتمتع بها الفتيات مما جعلهن مستقلات ماديا وأقتصاديا .
* أما ثالثة الأثافي هي أن جيل الشباب والشابات وُلدوا في عصر يتوفر فيه كل شيء وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك والشات والفايبر والتي عبرها يبثون أشواقهم وحبهم وعواطفهم وحتى أكثر من ذلك !!!!!!!! وكل هذا رمز انحطاط القيم الاخلاقية وتواصل محرم شرعا لإشباع الغرائز الجنسية مما جعل كلا الجنسين يعزف عن الزواج لانه قيد للحرية الشخصية .
ولكي يُدرك الآباء المتشددون خطورة ظاهرة العنوسة والتزمت في طلبات الزواج ولكي تُدرك الفتيات اللواتي يرغبن في تحصيل علمي عال والذي يمكن ان يتم بعد الزواج ايضا
أُقدم لكم هذه الإحصائية عن ظاهرة العنوسة في أوطاننا مرتبة ترتيبا تصاعديا :
في البحرين ٢٥٪
في اليمن ٣٠٪
في الكويت ، قطر وليبيا ٣٥٪
في مصر والمغرب ٤٠٪
في السعودية والأردن ٤٥٪
في الجزائر ٥١٪
في تونس ٦٢٪
في العراق وسوريا ٧٠٪
في الإمارات العربية ٧٥٪
وفي لبنان ٨٥٪
في البحرين ٢٥٪
في اليمن ٣٠٪
في الكويت ، قطر وليبيا ٣٥٪
في مصر والمغرب ٤٠٪
في السعودية والأردن ٤٥٪
في الجزائر ٥١٪
في تونس ٦٢٪
في العراق وسوريا ٧٠٪
في الإمارات العربية ٧٥٪
وفي لبنان ٨٥٪
في الواقع يصعُب إيجاد الحلول المثالية في هذا الامر لانه أمرا أُسريا تلتزم به العائلات سواء للإناث او الذكور ولكن ربما تجد هذه الاقتراحات آذانا صاغية وقد تُجدي نفعا في التخفيف من ظاهرة العنوسة في وطننا العربي
* أنشاء صندوق مالي خاص فقط للراغبين في الزواج وإقراضهم مبلغا ماليا كافيا للمساعدة في الزواج وحتى بفائدة متدنية جدا لكي لا تُثقل الدولة كاهل الشاب .
* تعدد الزوجات عن طيب خاطر !!!!!!!!
* التعاون المطلق والبناء بين أهل العريس والعروس على نفقات الزواج وعدم المغالاة في الطلبات من حفلات وأثاث ومهور وذهب وتكاليف ما أنزل الله بها من سلطان !
* مساهمة بعض الدول القادرة على منح الشاب والفتاة شقة متواضعة بسعر مناسب جدا وبتقسيط مريح جدا ايضا .
* لم لا يتعهد خطباء المساجد بتنوير الناس عن أسباب عزوف الشباب عن الزواج وحث الأباء على البساطة والتواضع وعدم المغالاة في المهور ؟ وهذه كلها صفات حميدة يحبها الله في عبادة بدلا من تكرار نفس المفاهيم الدينية عن معلومات حتى طالب الإعدادي لا يجهلها !!!!
* مساهمة أجهزة الاعلام المرئية والمسموعة بتوعية الشباب والشابات بأهمية الزواج وحث أولياء الأمور بعدم وضع عراقيل تحول دون تطبيق مراسم الزواج .